تقبل الذات

جميعنا نتغير مع الوقت تتغير افكارنا وشخصيتنا باستمرار

قد تتبدل طبائعنا وقد تتمدد وتنكمش 

بداخلنا عده شخصيات تتناقض وتتعارك فيما بينها
في حرب داخليه دائمه فايهما سينتصر وايهما سيهزم 

ولكن المشكله ان لكل شخصيه عيبها وميزتها

فالشخصيه البسيطه المحبه للحياه شخصيه جميله جدا ومرحه ولكن من الممكن ان يعيبها التهور والاندفاع 

والشخصيه العميقه المعقده المكلكعه شخصيه عقلانيه
بحته باحثه عن الحقيقه وفهم الحياه ولكن يعيبها عدم قدرتها علي الاستمتاع باللحظه وكثيرا تقتل متعه الحياه 

في الغالب الشخصيه العميقه المكلكعه قد يكون السبب تراكم خبرات الحياه قد يكون بسبب كبر العمر وتخطي سن ال٣٠
او قد يكون السبب تراكم الصعاب والمشاكل والضغوط في الحياه ادي بالشخص الي السقوط في هاويه سوداء تجعله غارق في اعماقه وصندوق الزكريات السوداء الباحثه عن فهم الحياه ومقصدها ومعرفه كل ما يدور في جوانحها 

وهذا يعني ان ليس من الشرط ان تكون الشخصيه المكلكعه العميقه هكذا في طبعها الفطري فقد تكون في الاصل شخصيه عفويه وجميله ولكن الحياه اطفأتها 

ولكن الحقيقه ان لكي تهدأ الحرب بين الشخصيتين
يا ان تنتصر احداهما علي الأخري
يا ان تعقد صفقه صلح بينهما حكمها حكمه العقل 

بالنسبه للانتصار والهزيمه توجد مشكله
وهي فكره الانتصار ليست انتصار في طيتها وانما الاستسلام لاحداهما
فاذا انتصرت الكأبه والتعقيد يعني الاستسلام لقاع العمق وخساره بهجه الحياه
واذا انتصرت البهجه والبساطه يعني الاستسلام لسطح الحياه وظاهرها دون النظر لقاعها فيظهر هذا في سلوك الهروب من مواجهه صعاب الحياه وعمقها والتركيز علي الظاهر منها فقط من سعاده ومرح

لذلك فافضل خيار هو صفقه الصلح وتقبل الذات وقبول كلا الشخصيتين. 
ومحاوله الصلح بينهم ومعالجه عيوب كل منهم
بمعني ان نحافظ علي البهجه والسعاده ولكن نستبدل التهور بالعمق والفهم بما يكفي لعيش الحياه بمنطقيه 

ولا نستسلم للبؤس والكأبه بسبب العمق والوصول للحقيقه

لابد ان نعي ان الاختلاف سنه الحياه
وان لابد من وجود الاختلاف فالتشابه ممل ولا يساعدنا علي التغير 

فلو نتخيل اجتماع شخصين يغلب عليهما الكلكعه والعمق لن يستطيعوا الضحك ابدا من المستحيلات ان يضحكوا نهائيا

ولو تخيلنا اجتماع شخصين مرحين ويرون الحياه ببساطه فقط سيفرحون كثيرا ولكنهم سيصدمون بتخطي الصعاب وتراكمها وعدم حلها في وقتها لان كان همهم الشاغل انهم يريدون ان يفخروا بالعلاقه وباستمرارها ويتصالحون بدون حل للمشكلات 

فالاختلاف ضروري ولكن لابد من حل بؤره الخلاف
وقبول الاخر وفهمه جيدا لكي تستطيع العيش معه في سعاده وهناء.

كما يجب ان نتحكم في التحول بين الحالات والشخصيات
وأن يكون التحول موزون وفي اوقاته  .

لابد ان نعي بانه لايوجد احد  سعيد  ,متفرغ , عاطفي  , مبهج , عقلاني  طوال الوقت

واننا جميعا تتقلب حالاتنا بين المتعه والملل وبين الجد والهزل وبين الشعور والماده 

واننا اول من نعي هذا التناقض في ذاتنا قبل ان يدركه من حولنا .

لذلك من الواجب علينا ان نتقبل انفسنا جيدا ونتقبل نواقصنا وعيوبنا وايضا نري ونقدر الجمال بداخلنا .

واذا اخطأنا لابد ان نعترف بهزيمتنا ونندم علي ذلك ولكن لابد ان نسامح انفسنا ولا نبقي علي اعتاب الماضي بل لابد ان نصلح من انفسنا ونتشبث بالأمل والاصلاح .

                                   بقلم/ نوران بهاء الدين صابر